دائما ما نسمع خبراء الإدارة و التسويق و خدمة العملاء و المدراء يقولون أن العميل أولا أو أن العميل دائما على حق ، هذا المبدأ و الذى أنتشر بين الشركات و المدراء التنفيذيين و رواد الأعمال و أصحاب المشاريع الصغيره و المتوسطه و خبراء الإداره كان سببا فى فقدان الموظفين على حساب العملاء .
هنا يأتى لنا رائد الأعمال و مؤسس مجموعة شركات فيرجين السير ريتشارد برانسون ليقول لنا على غير العادة قاعدة جديده تنسف تلك القاعدة القديمه الخاصه بالعميل دائما على حق ( العملاء لا يأتون أولا ، بل الموظفين هم من يأتون فى المقام الأول ، إذا أستطعت العناية و الإهتمام بموظفيك كما يجب ، هم بأنفسهم من سوف يعتنون بالعملاء ) .
مع إحترامى الكامل لأنصار ( العميل هو كل شىء ) إلا أننى أختلف معهم فى ذلك ، فمن مجال خبرتى كمسئول إدارة موارد البشرية أقول إن الذى هو كل شىء ليس سوى الموظفون .
فقد تعلم رواد الأعمال و أصحاب المشاريع الصغيره و المتوسطه و الشركات الناشئة و المدراء التنفيذيين كيفية التعامل مع العملاء ، و كيف ينصتون لهم و كيفية التعامل و تدليلهم و معاملتهم فى كل زيارة لهم كأنهم ملوك و جعل تجربتهم بداخل الشركة لشراء المنتج أو الخدمة كأنها زيارة ملكية ، لما لا و العميل هو السبب الرئيسى فى ربحية الشركة و إستمراريتها و قدرتها على المنافسة فى ذلك السوق التنافسى .
لكن ألا ينبغى علينا أن نتعامل مع الموظفين بنفس الطريقة ؟ بل و حتى أكثر من هذه الطريقة ؟
فالموظفين هم أصل من أصول الشركة ، بل إنهم أهم الأصول بالشركة ، فلا موظفون معناه لا عملاء أو بمعنى مختلف ( لا موظفون أكفاء معناه لا عملاء أيضا ).
فعليك كصاحب شركة ناشئة او رائد أعمال و مالك لشركة صغيره او متوسطه ان تعرف ان تجميع فريقا من الموظفين الأكفاء و المتحفزين و المتحمسين للعمل و المحافظة عليهم هى مهمه رئيسيه لديك و ليست فرعية .
فكيف يتم ذلك ؟
يتم من خلال مجموعة من الخطوات :
1- التوظيف
أختيار الشخص المناسب و وضعه بالمكان المناسب ، و هذا يستدعى ان تعرف بالضبط ما الذى تريده من الموظفين ان يفعلوه ، و ان تضع معايير و شروط لقبول المتقدمين لديك للعمل و أختيار فريقك بعناية و اختيار من يتمتعون بالكفاءه و الموهبه و القدره و الرغبه و إعطائهم حقوقهم المادية من راتب مناسب يعينهم على عيش حياتهم بشكل مناسب .
2- التدريب
ننتقل بعد ذلك إلى مرحلة التدريب لإستخراج أفضل ما فيهم من قدرات ، و نقوم فى نفس الوقت بتحفيزهم و دفعهم و تعويضهم بل و معاملتهم بنفس الطريقة التى نعامل بها عملائنا .
3- التخلص من العناصر الفاسدة
من وقت إلى أخر يجب علينا للأسف أن نتخلص و نطرد أحدهم قبل أن يعمل على جر الفريق كله و سحبه معه إلى الأسفل ، و تذكر ألا تضع تفاحه فاسده وسط التفاح الصالح ، لأنه للأسف تلك التفاحه الفاسده سوف تفسد من حولها و لهذا يجب التخلص منها بسرعه .
4- التقدير
الدرس الهام الذى يجب على كل مسئول او مدير او صاحب شركة ناشئة او صغيره او متوسطه او رائد أعمال هو ان يقدر مجهود و عمل الموظفين ، ف 71% من الموظفين يتركون عملهم بسبب ضعف التقدير من المدراء و المسئولين ، يجب علينا نحن ان نكون شاكرين على وجودهم ضمن كشوف المرتبات لدينا ، و ليس العكس ! .
الخلاصة :
يقول رائد الأعمال جيم شل ( إن الشركة التى تعتنى بموظفيها و تضعهم رقم واحد هى التى تحظى بأفضل العملاء و الأمر ليس أبدا ً على عكس ذلك . و الشركة التى تحظى بأفضل العملاء هى الشركة الرابحة على الدوام . )
فى نهاية هذا المقال لا تنسوا أن تيعشوا بإيجابية و أن تكونوا ملهمين للأخرين .
