قصة واقعية خيالية :
دعنى فى بداية هذا المقال لهذا الأسبوع أن أحكى لك حدث وقع لى و لكن على شكل قصة ، أحمد شاب مجتهد يحاول أن يثبت نفسه فى العمل و أن يبذل كل ما لديه ليتعلم و يتميز فى عمله و مع الوقت أستطاع أن يحقق ما أراد و ما حلم به و لكن للأسف الشديد تميز أحمد جعل مديره المباشر يشعر أنه مهدد ، و على العكس لم يكن مدير احمد سعيدا بإجتهاد أحمد و تميزه و تقدمه و تعلمه و تطويره من نفسه المستمر لأنه جعل يشعر أن وظيفته و منصبه فى خطر . و هذا جعل مدير أحمد يتفنن و يحاول بكل الطرق و السبل أن يضغط على أحمد فى العمل حتى جعل أحمد يفكر فى الرحيل من الشركة ، و فعلا مع أول عرض عمل جاء لأحمد فى شركة أخرى ، قدم أحمد إستقالته و ترك الوظيفة و ترك الشركة أو بمعنى أصح ترك مديره .
هل مديرك يكره أن تتقدم فى العمل و تزيد إنتاجيتك ؟ هل يمكن ان يكون مديرك يكره لك الخير و التقدم و التميز ؟ هل مديرك مريض نفسيا؟
كتاب القوة ( 48 قانون للوصول إلى السلطة ) :
روبرت غرين مؤلف كتاب القوة يقول ( لا تشرق كثيرا أكثر من السيد ) و يقصد روبرت غرين هنا بالسيد هو اى مدير او اى شخص فى منصب عالىو انت ادنى منه ، فإشراقك المبالغ فيه قد يجعل مديرك على عكس ما تتوقعه او تظنه يجعله يخاف و يشعر بالإضطراب من تقدمك ، فيا صديقى ليس كل الشخصيات سوية نفسيا و لديها تصالح مع النفس و تتمنى الخير لغيرها حتى و إن قالوا ذلك بألسنتهم .
تقبل الأمر الواقع فالمديرين مساكين :
يجب أن تقبل بأن رؤساءك أحيانا يشعرون بالخوف مثلك تماما ، فأنت إن كنت فى وضعهم فمن يعرف كيف سوف تشعر أو تتصرف .
المديرون مساكين فهناك منهم من يشعر بجنون العظمة او الكبر او الضياع او الخوف او الحيرة او العزلة او النقد ، فهم فى النهاية بشر مثلنا يتعرضون لما نتعرض له و إن لم يكن أكثر ، فدورك هو أن تحاول أن تؤمن أن الحياة فى كثير من الأحيان ليست عادلة بشكل أو بأخر و أن تتقبل ذلك الأمر و الواقع و أن تحاول ان تتكيف معه و أيضا تتقبل أنك ستقابل من يكره لك الخير و ستقابل من يشعر انك تهديد بالنسبة له و لا يتمنى لك الخير .
الخلاصة :
فإذا كنت أنت مديرا ً فعليك أن تدير من هم أدنى منك و عليك أن تدير من هم أعلى منك أيضا ، و أن تتمنى الخير لغيرك و اعلم ان الأرزاق بيد الله يقسمها كيف يشاء و ان الله سبحانه و تعالى يعز من يشاء و يزل من يشاء و يعطى الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء .
اما ان كنت موظفا فأعلم انك الحلقة الأضعف و ان عليك أن تساند مديرك حتى تحافظ على وظيفتك و مكانتك ، فالموظفين فى أغلب الأحيان لا يتركون شركاتهم بل يتركون مديرينهم .و بدلا من أن تهددهم و تتجاوز حدودك معهم و ترهبهم و تضغط عليهم و تحتقرهم و تستجوبهم و تسىء إلى سمعتهم و تسخر منهم و تسفه من أراءهم ، عليك أن تساندهم و تدعمهم و تريح أعصابهم و تواسيهم و تبهجهم و تخفف الضغط عليهم و تكون موضع ثقة و أن تزيل التوتر و تحمى العرين فى عدم وجودهم . أنا لا أدعوك بفعل أمر غير أخلاقى و لكن أدعوك أن تعرف أن هناك جانب آخر سىء للأسف فى العمل و أن عليك أن تكون سياسيا و دبلوماسيا فى العمل حتى تستطيع المركب أن تسير . أنا لا أطلب منك أن تقوم بشىء يخالف ضميرك او قيمك او دينك و لكن اطلب منك أن تأخذ حذرك ، فربما يكون مديرك مديرا ً نفسيا و عليك أن تعرف كيف تتعامل معه .
فإما أن تتكيف و تبحث عن الطرق و الوسائل التى تجعلك تعرف كيف تتعامل معه و إما عليك أن تأخذ قرارك بالرحيل و البحث عن عمل آخر بعيدا عن تلك البيئة و تلك الشخصية ، و لكن حتى لا تصطدم فسوف تجد مثل تلك الشخصيات فى كل مكان و كل شركة و كل قسم .
و تذكر أن الناس لايغادرون أعمالهم ولكن يغادرون مدائرهم (People don’t leave jobs, they leave managers).
و لا تنسوا فى نهاية هذا المقال أن تكونوا إيجابيين و أن تكونوا ملهمين للأخرين .
