فى كرة القدم نجد الكثير من الأندية تحاول ضم أكبر عدد من النجوم من اللاعبين المحترفين فى فريقها ، و بعد أن ينضم هؤلاء النجوم واحدا تلو الأخر نجد أن الهدف الأساسى الذى تم إنضمام هؤلاء اللاعبون المحترفون له لم يتحقق ، و الهدف هو الربح و الفوز .
كتب فى أحد المقالات الصحفية أنه بعد تولي فلورنتينو بيريز رئاسة نادي ريال مدريد للمرة الأولى عام 2000، تعهد ببدء مشروع “جلاكتيكوس” يهدف لجمع أكبر عدد ممكن من أفضل لاعبي العالم في فريق واحد.
وبدأ بيريز مشروعه بخطف البرتغالي لويس فيجو من غريمه برشلونة، قبل إضافة الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو نازاريو، ومن بعدهما الإنجليزي ديفيد بيكهام إلى الكتيبة الملكية.
الوافدون الجدد أضافوا قوة جديدة للفريق الذي كان يمتلك بالفعل عددا من النجوم البارزين، أمثال راؤول جونزاليس وروبرتو كارلوس وإيكر كاسياس.
رغم ذلك، فور اجتماع كل هؤلاء منذ صيف عام 2003، فشل الريال في الفوز بأي لقب كبير، سواء الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا، ليتبدد حلم الفريق “الخارق”.
فيا ترى هل من المناسب عند بداية مشروعى أن أحاول بضم أكبر عدد ممكن من الكوكبه و النجوم فى مجالاتهم و وظائفهم لمشروعى الناشىء أو الصغير ؟؟
يقول جاى كاوازاكى رائد الأعمال و تلميذ ستيف جوبز فى كتابه The Art of The Start ( انس أمر فريق الخبراء )
دائما ما يروج و يرواض رواد الأعمال الجدد أنه لكى ينجح مشروعك يجب أن تضم أكبر عدد ممكن من الموظفين الخبراء فى الصناعة و تشكيل فريق الأحلام ، ولكن للأسف هؤلاء سوف يمثلون عليك عبئا ً ماديا ً كبيراً ولن تتحمل تكلفتهم الماديه . وبدل من ذلك ركز على الشباب الغير متمرسين الذين يتمتعون بالشغف و الموهبه و طاقات غير مستغله .
فالخبراء لا يعترفون بسهولة بما يجهلونه و لكنك للأسف تفترض دائما أن لديهم كل الإجابات ، أما الغير خبراء فهم يجهلون قدراتهم الحقيقية و لديهم الإستعداد للعمل بالعديد من الأمور و تجربة أى شىء .
الخبراء سوف يطلبون رواتب باهظه ليست فى قدرتك فى بداية مشروعك تحملها ، بعكس غير الخبراء سوف يبدأون معك برواتب منخفضه نسبيا و لكنك تحصل فى الأغلب الأحيان على مقابل كبير مما تدفعه .
و هذه هى الروح الحقيقية لريادة الأعمال ، فمعنى Startups هى ليست فقط شركات ناشئة و لكن معناها هى أن تبدأ مشروعك بناء على فكرة ريادية فى ظل قلت الموارد لديك سواء كانت بشرية أو مادية أو مالية و تحاول تخطى كل عقبات و تحديات الإنشاء فى ظل ظروف تتسم بالمخاطره ، وكأنها رحلة مليئة بالمغامرة .
ففى بعض الأحيان الجهل يكون ليس فقط نعمة بل عامل تمكين أيضا ، فعلى سبيل المثال نجد أن شركة زابوس بدأت فى مجال التجارة الإلكترونية من خلال بيع الأحذية و حينما بدأت تتوسع الشركة و حققت نجاح كبير و إنتشار ، بدأت شركة مثل شركة أمازون العملاقة ببدأ عملية الإستحواذ عليها .
تخيل أن جاءك شخص و قال لك أنا سوف ابدأ بمنافسة شركة مثل شركة جوجل ، قد تظن انه جن و لكن هذا ما فعله بالضبط مارك زوكربيرج مؤسس شركة فيسبوك حينما بدأ شركته فيسبوك و التى تحول أسمها حاليا إلى ميتا و من ضمن شركاتها هى شركة فيسبوك، ففى البداية فيسبوك كانت تنافس شركة ماى سبيس و كانت وقتها ماى سبيس شركة عملاقة .
و هناك شركة أبل حينما بدأ مجموعة من الشباب صغير السن قليل الخبرة بحلم و رؤية لتغيير العالم و صناعة الكمبيوترات و تحويلها من كمبيوترات خاصة بالشركات إلى كمبيوترات للأستخدام الشخصى ، وبدأ مشروعهم الصغير فى جراج فى بيت والد ستيف جوبز بالتبنى ، وكان حلمهم منافسة شركة IBM العملاقة .
وهناك شركة جوجل فى بداية نشأتها حيث أنها كانت تنافس العملاق ياهوو .
فلا تحاول أن تضم إلى فريقك الخبراء لتمثل فريق الأحلام ، ولكن ضم إلى فريقك من يمتلك الموهبه و الشغف و القدرة على الحلم.
و لا تنسوا أن تعيشوا بإيجابية و أن تكونوا ملهمين للأخرين .
المدون و المؤلف عبدالرحمن عثمان
المدون عبدالرحمن عثمان
Comment (1)
Kendrick Pride
14 فبراير, 2022Having read this I believed it was very enlightening. I appreciate you taking the time and energy to put this article together. I once again find myself personally spending a significant amount of time both reading and commenting. But so what, it was still worth it!