إن محاولة إجبار الموظفين الذين ليس بينهم توافق على العمل معا فى انسجام دائما لا تجدى ،على الرغم من جهود المدير المضنية ،فجمع الموظفين فى فرق المشروعات لإجبارهم على التعاون ،قد يجعل الخراب ،لذا لا تجازف بعلاقات فريقك وبمدى ترابط المشروع بغرض محاولة صنع المستحيل .
فى بداية عملى فى المجال الإدارى وبالأخص فى إدارة الموارد البشرية ، وهى إدارة تهتم بالمورد البشرى وتعتبره من أهم أصول الشركة و سبب رئيسى فى نجاحها و تطورها ، و ذلك مهما كان نشاط الشركة أو شكلها أو كينونتها ، والمورد البشرى متمثل بالأيدى العامله بالشركة والموظفين العاملين بداخل الإدارات والأقسام فى الشركة . كنت اظن أنه يجب علي أن أكون محبوبا من الموظفين و العاملين بالشركة، حتى أصبحت بمرض متلازمة المدير الحبوب، وهى عبارة عن محاولة إرضاء جميع الناس و أن تكون محبوبا من كل الموظفين و كل ممن تتعامل معهم بالشركة وهذا جعلنى شبه أحترق لرغبتى أن اجعل كل من حولى راضى عنى وان اكون محبوبا من وجهة نظرهم ، ولكن ما أكتشفته من خلال التجربة العملية والتى امتدت إلى خمس سنوات فى المجال الإدارى أنك لست مطالبا بأن تكون محبوبا و لكن مطالبا بأن تكون محققا للنتائج ، فرضا الناس غاية لا تدرك .
النبى محمد صلى الله عليه وسلم وهو القدوة لنا امة الإسلام والمسلمين لم يستطع ان يجعل كل الناس تحبه وان تتبع ما يدعوا له وان تؤمن برسالته ، وحتى بعدما إنتشر الإسلام فى بقاع كثيره من الأرض وإزداد عدد المسلمين ، هناك أيضا من يكره النبى محمد والإسلام والمسلمين .
فما رأيك إذا أستطعت أن تكون محبوبا من الموظفين ولكن شركتك أو إداراتك لم تستطع ان تحقق النتائج المحدده ومع مرور الوقت أغلقت الشركة و أعلنت إفلاسها ؟
يقول الفيلسوف السياسى نيكولا ميكيافيلى (أن تكون مهابا أفضل من أن تكون محبوبا ) ، وأنا أرى من وجهة نظرى ان تلك الفلسفة صحيحه إلى أبعد مدى ، فعندما تتولى منصابا إداريا وتصبح مسؤولا عن مجموعة من الناس ،قدرتك فى التأثير عليهم يكمن فى جمعك لأمرين هامين هما ( أن تكون محبوبا ، وأن تكون مهابا ) ، ولكن إذا لم تكن لديك القدرة أن تنال حب من يعمل معك ، فإياك إياك أن تتنازل عن أن تكون مهابا .
هناك مثال واقعى حدث بالفعل ورأيته بأم عينى ، كان هناك شخصان يعملون بالشركة ، أحدهم حصل على ترقيه وأصبح مساعدا للمدير والأخر لم يحصل على اى ترقيه ، بعد فترة كان على الذى تولى منصب مساعد مدير وحصل على الترقيه أن يعطى مهام معينه للذى كان زميله سابقا ، وفجأة وجدنا أن الشخص الذى تلقى المهام قال للذى كان زميله بالنص (أنت نسيت نفسك ولا ايه ؟ ) ، هنا ما كان على الشخص الذى حصل على ترقيه و وصل إلى منصب مساعد مدير أن يعطيه جزاء إدارى لتعديه عليه باللفظ . ملاحظة هامه جدا هنا و هى أن الشخص الذى اصبح مساعد مدير إذا لم يقم بذلك فإنه سوف يفقد هيبته و قدرته على التأثير فى الأخرين أو توجيه لهم اى مهام أو تقييمهم .
فالمدير شخصية ، و أنت مطلوب منك كمدير أو كمشرف أو كمساعد للمدير أن تكون ذو شخصية حازمة و ذات هيبه يحترمها الجميع وفى نفس الوقت أن تحاول أن تكون محبوبا ، فهناك الكثيرون من اصبحوا مأثرين و قادة بدون منصب يعطيهم تلك الصلحية ، و هى صلحية توجيه الناس و تقييمهم . لكن إذا لم تستطع أن تكون محبوبا فعليك ان تحافظ على هيبتك و قدرتك على التأثير.
حاول أن تمسك العصا من المنتصف و لكن إن لم تستطع فنصيحتى هى ان تحافظ على هيبتك لأنك إذا خسرتها خسرت كل شىء .
و كما نقول دائما ان تتذكروا ان تعيشوا بإيجابية و ان تكونوا ملهمين للأخرين.