كلنا نعرف بالتأكيد سوبر مان وقصة البطل الخارق القادم من كوكب وعالم أخر ويقوم بإنقاذ كوكب الأرض من كل الكوراث و الأزمات والوحوش والأشرار التى تهاجم كوكب الأرض وتعرض حياة الناس للخطر . سوبر مان هو البطل الخارق الذى لا يهزمه شىء و يتمتع بقدرات ومهارات خارقه ، و دائما ما يواجه كل تلك الكوراث والمشاكل و الأزمات وحده بدون الحاجة لفريق ، لأنه لديه كل المهارات و القدرات الخارقه والتى تغنيه عن الإستعانه بفريق .
للأسف الشديد كثيرا ما نواجه فى حياتنا العملية قادة جدد ، يتم تعينهم فى مناصب إدارية و قيادية فى الشركات يظنون أنهم قد أتوا لإنقاذ الموظفين بالشركة و إعطائهم حقوقهم أو لإنقاذ الشركة من نزيف الخسائر أو لتحقيق أرباح أكثر للشركة ، فيقوم هذا القائد السوبر بوضع رؤية وخطط وأهداف وإستراتيجيات لتحقيق ما يهدف إليه ، ويبدأ بوضع تلك الخطط والإستراتيجيات فى موضع التنفيذ و يقوم بوضع سياسات وإجراءات تساعده لتحقيق رؤيته وأهدافه ، ولكن بعد فترة تجد أنه لا يحدث أى تغيير ، ولا يحدث أى جديد أو تغير فى الأوضاع أو النتائج .
وبعد التحليل والبحث والقراءة والقيام بسؤال العديد من المديرين بالشركات الصغيرة و المتوسطة و الناشئة ، أكتشفت أن السبب وراء عدم التغيير من وجهة نظرى هو أعتقاد القائد أو المدير الجديد بأنه سوبر مان والذى سيغير الأوضاع بقوته الخارقه الأسطورية ، وسيشكره الموظفين أو رؤسائه أو مجلس الإدارة على ما أحدثه من تغيير فى الأوضاع و النتائج بالشركة و سيقومون ببناء تمثالا تجسيد له ولإنجازاته الخارقه ، وسرعان ما تجد أن النتائج لا تتغير وهذا بسبب عدم مشاركة هذا المدير رؤيته وأهدافه مع مرؤسيه وفريق عمله ، وبالتالى لا يستطيع وحده أن يفعل كل شىء ، لأنه ببساطة و فى الحقيقة و الواقع انه لا يوجد بيننا سوبر مان أو Super Manager ، فكلنا بشر عاديين وطبيعيين ، ولدينا نقاط قوة ونقاط ضعف . بل وكثيرا ما تجد الموظفين يقولون وخصوصا الذين تغير عليهم أكثر من مدير بالشركة التى يعملون بها ( كل غربال وله شدة ) أى أنهم أعتادوا أن أى قائد أو مدير أو رئيس جديد للشركة أو للقسم سيقوم بوضع سياسات وإجراءات وإستراتيجيات ظنا منه انه سيغير الأوضاع ولكن الوضع لن يتغير بتلك البساطة .
وربما هذا التصرف يصيب المدير السوبر بالغطرسة والعمى لإحساسه بالمجد الزائف ، وبالتالى هذا يؤثر على اتصالهم بأرض الواقع ونتائجهم .
تقول خبيرة الادارة نيف أوكيف ( التصرف كبطل محض غطرسة ).
فما الحل إذن ؟
1- إلغاء أسطورة سوبر مان
من وجهة نظرى وخبرتى المتواضعه أجد أن أول تلك الحلول هو ألا تظن فى نفسك أنك سوبر مان أو Super Manager أو Super CEO أو Super Founder لأن ببساطة لا يوجد شخص لديه كل القدرات والمهارات والخبرات والمعرفة المطلوبه ، فكلنا لدينا نقاط ضعف وقوة ، ولدينا مزايا وعيوب ، وعليك أن تدرك هذا وتعترف به لنفسك قبل أن تعترف به لأفراد فريقك ، وتدرك جيدا ما ينقصك وتعمل على إكماله .
2- أنت لا تملك كل الإجابات
للأسف الشديد أن من تبعات أن تنظر لنفسك انك المخلص أو المنقذ أو البطل أن تنظن فى نفسك أنك تملك كل الإجابات ، ولكن لنواجه الحقيقة فأنت ولا أحد منا يملك كل الإجابات ، والشركة معناها ببساطة هى شراكه بين مجموعة من الأفراد يمثلون الإدارة ومجموعة من الأفراد يمثلون التشغيل يعملون لتحقيق هدف واحد وهو إستمرارية وبقاء الشركة وتوسعها وتحقيق الارباح من خلال رضاء العملاء ، وذلك سواء كانت الشركة B2B اوB2C ، فكل شركة لها عملائها الخارجيين الذين يشترون الخدمة أو المنتج . فيجب أن تستعين بخبرات مرؤسيك وهم عملائك الداخليون و أن تسألهم إذا لم يكن لديك إجابة واضحه أو معرفة كاملة ، وسيقدر مرؤسيك صراحتك وتواضعك .
3- اشرك مرؤسيك بما تخطط له
حتى تستطيع أن تحقق رؤيتك وأهدافك ، فيجب عليك ان تجتمع بمرؤسيك وتشاركهم بتلك الخطط والاهداف والإستراتيجيات والسياسات والإجراءات الجديدة ، فربما يكون لديهم أى إقتراحات أو تعديلات أو ملاحظات ستساعدك على تعديل أو تغيير خططك بشكل يساعدك أكثر على تحقيق رؤيتك و أهدافك بشكل أسرع وأفضل وأجود وبأقل التكاليف، وسيساعد هذا مرؤسيك على إحساسهم بالمسئولية عن أفكارهم المقترحة إذا ما تم وضعها موضع التنفيذ وإحساسهم بالمشاركة فى تحقيق هدف الشركة ورؤيتها الكبرى و أيضا سيجعلهم يرون الصورة الكبرى ويرون مدى تأثير أدوارهم مهما كانت صغيرة فى تحقيق تلك النتائج التى تحققها الشركة ومدى تأثير دورهم وما يفعلونه .
4- مرؤسيك بحاجة إلى قائد ومدير وليس إلى منقذ خارق
القائد هو من يلهم الأخرين والمدير هو من يوزع المهام ويفوض مرؤسيه بالمهام الهامة والمؤثره ، اما البطل الخارق أو السوبر هو من يعتمد على نفسه فقط ولديه دائما مقولة ( إذا أردت أن تقوم بشىء فقم به بنفسك أفضل ) و دائما ما يطلق على هذا هو One Man Show و تتصف إدارته بالمركزية فى القرارات والإجراءات . وذلك عكس القائد أو المدير ، فالقائد يلهم ويحفز مرؤسيه ويساعدهم والمدير هو من يوزع المهام ويدير مرؤسين ويوظف الشخص المناسب ويضعه فى مكانه المناسب فى الوقت المناسب ، وهذا هو ما يحتاجه المرؤسيين فى الحقيقة ، يحتاجون إلى مدير وقائد وليس Super Hero ليقوم بإنقاذهم .
حاولت فى هذا المقال أن افند واتحدث بشكل ملخص عن فلسفة و مشكلة أراها من المشاكل الهامة فى المجال الإدارى والقيادى والسلوك التنظيمى بالشركات وهى مشكلة حقيقية و واقعيه وهى ان يظن المدير الجديد او القائد الجديد أو المؤسس أنه Super Man ، وهذا عكس الحقيقة والواقع .
وفى النهاية أذكركم وأذكر نفسى ألا تنسوا أن تعيشوا بإيجابية وأن تكونوا ملهمين للأخرين .
المدون عبدالرحمن عثمان
مؤلف كتاب أرجوك لا تحترق وظيفيا ً.
Comment (1)
שירותי ליווי באילת
6 سبتمبر, 2022I was very happy to find this great site. I want to to thank you for your time due to this fantastic read!! I definitely savored every little bit of it and I have you saved to fav to see new stuff in your web site.