يقول خبراء الموارد البشرية ” أن هذا الموضوع ربما يكون من أهم الموضوعات فى علم إدارة الموارد البشرية “
قبل أن ننطلق فى تلك الرحلة دعنى أحكى لك مجموعة من القصص القصيرة والتى سنستعين بها لتوضيح مفهوم فى غاية الأهمية :
(القصة الأولى )
فى يوم من الأيام الصباحية الجميله تظهر الشمس بأشعاتها الدافئة ليقوم المنبه بإيقاظ مدحت من نومه العميق . يستيقظ مدحت من نومه ويطفىء المنبه ويبدأ فى تجهيز نفسه متشوقا ً للعمل ، فمدحت يحب عمله و وظيفته جدا ويشعر أن تلك الوظيفة يؤدى من خلالها الرسالة التى خلقه الله من أجلها ، فهو من أمهر المحاسبين فى شركته ، لأنه يعتقد أن إدارة وقسم الحسابات هو المؤشر الذى يعطى الشركة رؤية واضحه ومدى تحقيقها المكاسب أو الخسائر ويساعدها على تقليل الإهدار للموارد ويساعدها على إنهاء السرقات والإختلاسات . مدحت يحب الأرقام ويحب مدرائه لأنهم يعاملونه بإحترام وأيضا هم يحترمونه ويحترمون أن له أسرة و عائلة هو مسئول عنهم فيعطونه فرصة للتوازن بين حياته العملية والمهنية وبين حياته الأسرية والشخصية .
(القصة الثانية)
رؤوف موظف خدمة عملاء لا يحب وظيفته ولا يحب زملائه ولا يحب مدرائه ولا يحب حتى هؤلاء العملاء الوافدين يوميا للفرع الذى يعمل فيه ويستقبل شكواهم الدائمه من تعطل خطوطهم الهاتفيه أو ايا كانت مشكلاتهم السخيفه والتى لا ذنب له فيها ،ولكنه فى تلك الوظيفة منذ سنوات لأنه لا يرى بديل آخر، وفى نفس الوقت يسمع دائما ممن حوله سواء خطيبته أو أهله أو أصدقائه أنه محظوظ لأنه يعمل فى مثل تلك الوظيفة و أن يعمل فى تلك الشركة العالمية الخاصه ببيع خدمات الهواتف النقاله وخطوط الهواتف ، ولكنه داخليا كان يرى تلك التجربة والرحلة العملية سيئة ولا يحبها ويمقط اليوم الذى تظهر فيه أشعة الشمس لتعلن عن بدء يوم عمل جديد ، وكان يرى أن البيئة المحيطه غير صحية لأنه يشعر بضغط شديد بسبب تعامل مديره وسخافة زملائه والتارجت أو المستهدف البيعى المطلوب منهم والذى يراه مستحيلا ، ومن العملاء الغير راضين دائما عن خدمة تلك الشركة والتى يستقبل شكواهم دائما . ففى يوم من الأيام أنفعل رؤوف على أحد العملاء و انفلتت أعصابه ليقوم بضربه وتصبح فضيحه كبرى لتلك الشركة ولرؤوف نفسه لأنه قام أحد العملاء بتصوير تلك الحادثه كلها وتحميلها على أشهر منصات التواصل الاجتماعى فيسبوك ليبدأ إنتشار الفيديو كالفيروس بين الناس ،والجميع اتهم الموظف رؤوف انه موظف سىء وغير محترف فى وظيفته ولكن لم يرى أحد البيئة العملية التى كان يعمل فيها والتى أدت به إلى التصرف بتلك الصورة.
(القصة الثالثة )
نقلا عن قصة حقيقية حدثت فى يوم أن أستيقظ المتابعين لمنصات التواصل الاجتماعى على فيديو تقوم فتاة بشرح تجربتها العملية ورحلتها الوظيفية بداخل إحدى شركات خدمة العملاء عبر الهاتف وهى تسرد وتحكى قصة أحد زملائها يدعى نور الدين والذى قام بالإنتحار وذلك بسبب تعسف مديره بسبب خصم المدير له 4 أيام لدخوله المتكرر للحمام على فترات طويلة مع التوبيخ له أمام زملائه الموظفين، مما أثر على نفسية الموظف وأقدم على الانتحار من داخل مقر الشركة.
تعريف برحلة وتجربة الموظف :
كل تلك القصص تؤكد على فقدان تلك الشركات لبيئة عمل مناسبة وإيجابية للعاملين لديها وهذا دليل واضح وقاطع على فقدان تلك الشركات لإدارة الخبرات الموظيفية أو ما يسمى علميا Employee Experience Management ، فما هى إدارة التجربة الموظيفية أو Employee Experience Management ؟
في الواقع ، اكتشفت دراسة حديثة لشركة Deloitte أن 79٪ من المتخصصين في الأعمال والموارد البشرية يعتقدون أن التجربة الوظيفية هي اتجاه مهم للغاية.
تعرّف Gallup أيضًا التجربة الوظيفية على أنها “الخبرات الوظيفية هي الرحلة التي يأخذها الموظف مع مؤسستك. ويشمل جميع التفاعلات التي يجريها الموظف مع مؤسستك قبل وأثناء وبعد فترة خدمته “. بالإضافة إلى ذلك ، تم إجراء المزيد من التقارير والدراسات وجدت أن أكثر من 250 منظمة عالمية وجدت أن الشركات التي تتمتع الخبرات الوظيفية مذهلة حققت أرباحًا أكبر بأربعة أضعاف ، ومرتين على متوسط الإيرادات ، ونسبة 40٪ أقل من معدل دوران العمالة بالشركات.
ونقلا عن موقع ويكيبيديا العالمى فى تعريف تجربة الموظف أو رحلته كما أحب أن أسميها :
يتم تعريف الخبرات الوظيفية على أنها ما حصل عليه الموظفون أثناء التفاعل مع عناصر الحياة المهنية (على سبيل المثال، الشركات والمشرفون والزملاء في العمل والعملاء والبيئة وما إلى ذلك)، والتي تؤثر على الإدراك والوجدان وتؤدي إلى السلوكيات الخاصة التي تصدر عنهم.
هي ما أعرّفه على أنه مزيج من الخبرات الوظيفية الكاملة ورحلة الموظف داخل الشركة والمؤسسة وتشمل ايضا الثقافة والتكنولوجيا والمساحة المادية العملية التى يعمل بها الموظف . إنه اعتراف من المنظمة بأنه يجب عليها إنشاء مكان يرغب فيه الأشخاص حقًا في الذهاب إليه للعمل بدلاً من وجود مكان يحتاج فيه لأشخاص للذهاب للعمل فيه . عبارة بسيطة ولكن لها تأثير كبير. قادة الأعمال حول العالم اليوم يركزون علي ما يعرف بال User Experience أو ما يسمى بتجربة المستهلك أو العميل ، وهى عبارة عن تحسين وتطوير الخدمة التى تقدمها الشركات لعملائها سواء تلك الخدمة كانت من خلال موقع إلكترونى أو خدمة توصيل طلبات أو الشحن حتى باب المنزل أو الخدمة بالمكان الذى سيذهب إليه العميل لشراء المنتجات ، وإذا كانت تجربة العميل سريعة ومريحة وممتعة سيكون راضيا عن الشركة وسيحب التعامل مع الشركة بإستمرار ، بل وسيقوم بترشيح تلك الشركة وخدماتها الممتازه ومنتجاتها الرائعة لزملائها من خلال التسويق الشفوى . كذلك Employee Experience Management هى إدارة رحلة والخبرات الوظيفية بداية من رؤيته للإعلان الوظيفى حتى إستقباله لعمل المقابلة المهنية وصولا إلى تعيينه وتدريبه وحتى إنهاء خدمته سواء كانت بتقدمه للإستقاله لرؤيته فرصة مناسبة له أكثر أو حتى خروجه على المعاش وهو أمر مثير ويشكل تحديًا أيضًا. فكما للشركة والإدارة العليا أهتمام كبير بالعملاء الخارجين ، فأيضا هى تتعامل مع عملاء داخلين وهم متمثلين فى الموظفين الذين يعملون بالشركة .
يقول سايمون سينك أحد خبراء مجال القيادة ومؤلف كتاب ابدأ بلماذا والذى كان من أكثر الكتب مبيعا ( إذا أردت عملاء راضين وسعداء بخدماتك ومنتجاتك ، فما عليك سوى أن تعمل على إرضاء عملائك الداخلين وهم الموظفين الذين يعملون بفريقك ، فموظفين سعداء سيكون نتيجتهم عملاء سعداء )
نحن نريد جميعًا العمل في منظمة تأخذ في الاعتبار خبراتنا في العمل بها. لكن كيف يبدو هذا؟ من أين يجب أن تبدأ المنظمات؟ ماذا يحدث إذا أخطأوا؟ هذه ليست سوى عدد قليل من الأسئلة التي تطرحها المؤسسات على نفسها عندما يتعلق الأمر بتصميم تجارب الموظفين. اكتسبت الخبرات الوظيفية مؤخرًا الاهتمام والاستثمار الذي تستحقه مما يعني أنه تم ملاحظة مدى أهمية إدارة الخبرات الوظيفية بالشركة والمنظمه ومدى تأثير ذلك على الإنتاجية وخلق بيئة عملية إيجابية مما يعود على الشركة بسمعة طيبة وظيفيا ويرغب الناس فى العمل بتلك الشركة ،. لكن السؤال الأول الذي يجب على المؤسسات الإجابة عليه هو ، “خبرة الموظف داخل الشركة مسئولية أى إدارة ؟”
الخبرات الوظيفية مسئولية HR :
في كل منظمة عملت معها أو أجريت بحثًا عنها ، كان يقع إدارة الخبرات الوظيفية ورحلته بالشركة تقع تحت مسئولية إدارة الموارد البشرية. ولكن هذا خطأ كبير جدا ، فإدارة الخبرات الوظيفية ورحلة الموظف داخل الشركة ليست مهمة ومسئولية إدارة الموارد البشرية فقط بالشركة ، ولكنها مسئولية جميع الادارات والاقسام بالشركة.. في كرة القدم ، حارس المرمى مسئول مسئولية كاملة عن صد أى كرة قدم تحلق في الشباك ولكن في الواقع مهمة الجميع بلا إستثناء جانب كبير من وظيفتهم هي منع الكرة من الوصول إلى مرماهم ، وإذا حدث ذلك ، فإن الفريق بأكمله (وليس فقط حارس المرمى) يخسر. وينطبق الشيء نفسه على تجربة الموظف وخبرته ورحلته المهنية بالشركة. على الرغم من تكليف الموارد البشرية بصفتها حامل شعلة التجربة الوظيفية ، فهذه ليست مسؤولية موارد بشرية فقط. فإدارة الخبرات الوظيفية بالشركة هى فلسفة إدارية عميقة إذا تم تنفيذها وتطبيقها بفاعلية وكفاءة حققت أعلى إنتاجية وقللت معدل دوران العمالة بالشركات والمنظات والمؤسسات سواء كان ذلك فى القطاع الخاص أو العام أو الحكومى على مستوى الدول ، وأصبحت تلك المؤسسات والشركات جاذبة للكفاءة وسمعتها وظيفيا إيجابية وممتازة .
القاعدة انه لا يوجد قاعدة :
أرى بعض الأساليب المختلفة تتشكل ومن المهم أن أشير إلى أنه لا يوجد مسار واحد أو أفضل طريق يمكن اتباعه . في الشركة الناشئة Airbnb على سبيل المثال ، ليس لديهم قسم كامل وكبير متخصص فى موارد بشرية. بدلاً من ذلك ، فإن الأدوار التقليدية للموارد البشرية يقودها ويديرها هو شخص واحد فقط.
أعتقد أن إدارة الموارد البشرية هى التى يجب أن تدير بشكل فعلى إدارة الخبرات الوظيفية بالشركة ، وذلك لأنها الإدارة المختصة بالتعامل مع الموظفين بالشركة وهى الإدارة المختصه بالتعامل مع الإنسان وأعتباره انه أصل من أصول الشركة يجب الحفاظ عليها وإستثمارها وإجتذاب المواهب والكفاءات ذو الجدارة القادرة على تحقيق إستراتيجيات وأهداف الشركة.
إن إدارة الموارد البشرية تمر بتحول هائل ويتم دفعها إلى عالم جديد حيث يمكنها حقًا قيادة وتشكيل مستقبل العمل ، وأصبح اليوم فى العالم العربى بشكل عام وفى مصر بشكل خاص الإلتفات إلى أهمية إدارة الموارد البشرية فى الشركات الكبرى العالمية والمحلية وأيضا فى الشركات الصغيرة والمتوسطة و الشركات العائلية . ولكن لا تطبق إدارة الموارد البشرية جميع إستراتيجياتها وتطبيق العلم بشكل دقيق نظرا ً لتغييرات عديدة . لذلك ليس هناك شىء صح أو خطأ فى الإدارة ولكن هناك ما يتناسب مع بيئة عملك ووضع شركتك وثقافتها وما لا يتناسب مع بيئة عملك ووضع شركتك وثقافتها . فما ينفع ويجدى بشركة يمكن أن يؤدى إلى كارثه إذا طبق نفس الشىء بنفس الطريقة فى شركة أخرى ، لذلك الموضوع يحتاج إلى دراسة وبحث وتحليل وتمعن وتدقيق كبير قبل إتخاذ أى قرار إستراتيجي يمكن أن يؤثر على الشركة وأدائها بالسلب أو الإيجاب .
الفرق بين الإرتباط الوظيفى أو الخبرات الوظيفية :
ما هي الخبرات الوظيفية ؟ الخبرات الوظيفية هي تراكم كل شيء يمر به الموظف أثناء وجوده في الشركة ، من المقابلة الأولى إلى أول تفاعل مع أعضاء الفريق إلى آخر يوم لهم في الشركة. و هى تشمل ثقافة الشركة وبيئة العمل والموارد والتكنولوجيا التى يتم العمل بها . وهى إستراتجية ذو نظرة بعيدة المدى وتضع الموظفين فى مركز تركيزها بشكل دائم . أما بالنسبة للارتباط الوظيفى هو تحسين وتطوير أداء الموظفين من خلال الإرتباط بهم وبناء علاقة معهم. ويقوم معهد الإنتاجية المؤسسية بتعريف الارتباط الوظيفى أو العلاقة الوظيفية أو ما يعرف علميا بال Employee Engagement ( هى الإرتباط بالموظفين والإستثمار فيهم لجعلهم يركزون بشكل عقلى وعاطفى فى عملهم والمساهمة فى نجاحهم الوظيفى ) وهى إستراتيجية قصيرة المدى تركز على إصلاح وحل مشاكل الموظفين من خلال الإرتباط بهم لحل مشاكلهم العملية والوظيفية بالشركة .
إذا الخبرات الوظيفية هى فلسفة وإدارة أعم وأشمل من الإرتباط الوظيفى .
وتقوم الخبرات الوظيفية على تصميم توافق بين أحتياجات ورغبات وتوقعات الموظف بالعمل بالشركة أو المؤسسة والمنظمة وبين ما تقدمه الشركة من برامج مصممه لسد أحتياجات ورغبات وتوقعات الموظفين العاملين بها والمنضمين حديثا بفريقها .
الخطوات العملية لتصميم الخبرات الوظيفية إيجابية :
دعنا نتعمق في كيفية تنظيم تجربة الموظف في شركتك من خلال النصائح التالية أدناه :
- ربط الموظفين بقيم الشركة
لم يعد الموظفون يريدون فقط راتبًا مرضيًا ، بل يريدون تجربة الوظيفية يشعرون من خلالها بأنهم جزءا ً من شىء مهم وكبير ورؤية كبرى ورسالة حقيقية تغير فى العالم وتترك أثرا إيجابيا فى العالم. يريدون لعملهم أن يكون مهمًا ، وأن يكون مليئًا بالهدف ، وأن يعرفوا أنهم محل تقدير. إن قيم شركتك ليست مجرد كلمات في كتيب الموظف ، بل هي ما يدفع الموظفين لتحقيق أهداف الشركة. عندما يرتبط الموظفون بقيم الشركة ، فإنهم يشعرون بالوحدة مع الشركة ويلتزمون بالعمل بجدية أكبر ولمدة أطول. يقول سايمون سينك خبير القيادة والسلوك التنظيمى ( في الواقع ، يوافق ثلث الموظفين بشدة على عبارة “إن مهمة مؤسستي والغرض منها تجعلني أشعر بأن وظيفتي مهمة”) .
إذا لم يكن ذلك كافيًا ، اكتشف استطلاع أجرته شركة Better Up Labs أن 9 من كل 10 عمال أمريكيين سيخفّضون رواتبهم إذا كانوا يعملون في منصب مفيد. في المقابل ، ترى معدلات دوران أقل حيث سيعمل الموظفون لفترة أطول ولن يأخذوا الكثير من الإجازات المدفوعة. عزز نموهم الشخصي ، وتخلص من السلوكيات السامة ، وتمتع بشبكة اجتماعية قوية.
لا يمكن الاستهانة بالعلاقة بين خبرة الموظف القوية وقيم الشركة التي يتردد صداها لدى جميع الأشخاص الموجودين في كشوف المرتبات.
وهذا رأيته بأم عينى يحدث فى مصر فى كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية ، حيث أن الموظفين يحبون أن يشعروا أنهم جزء من كيان كبير يعمل على تحقيق شىء عظيم وينمو ويكبر مع مرور الايام والاسابيع والشهور والسنين ، بالإضافة طبعا لحصولهم على مستحقاتهم المادية التى تعينهم على المعيشه والحياة وسد أحتياجاتهم الأساسية ، ولكن الفرق بين الإنسان والحيوان هو شعوره بأن لديه رسالة فى تلك الحياة وأنه يريد أن يكون مؤثرا وتاركا وراءه بصمة وعلامة مميزه ، وهذا قامت الشركة بتوفير ذلك للموظفين لديها فإنها ستحقق تجربة ورحلة وخبرة وظيفية ممتازة وإيجابية جدا . - إنشاء خطة الخبرات الوظيفية من أول يوم
منذ اليوم الأول ، يحتاج الموظفون إلى الشعور بأنهم مهمون حقًا. لذلك عندما يتعرضون لثقافة الشركة ، ودوره الوظيفي ، وزملائه في العمل ، فإنهم يشعرون بالارتباط التام بمسؤولياتهم اليومية. عندما يعود الموظف إلى المنزل بعد يومه الأول ، فأنت تريد أن يشعر وكأنه قد حظي بأفضل يوم أول على الإطلاق. يجب أن يشعروا بالنشاط لمواصلة العودة لأنهم يعرفون أنهم مهمون للشركة وأن ما يفعلونه مهم.
قد يشعر الموظف الجديد بالإرهاق عند الانضمام إلى شركة جديدة ، لذا من المهم أن تطرح عليه الأسئلة المناسبة وكأنك تحاول أن تستكشفه وتستكشف شخصيته وما يتناسب معه من تعامل. بالإضافة إلى ذلك ، فإنه يوفر لك معلومات أساسية حول تجربة الموظف الجديد حتى تتمكن من استخدامها كأساس لتحسين العملية في المستقبل. فأنت تتعامل مع بشر وليس ألات وكل شخص هو شخصية منفرده . - استخدام الاتصال لخلق رحلة ممتازه
حينما نسافر بالطائرة لبلد أخرى نحاول أن نطمئن الاحباب والاقارب والعائلة بكل ما هو جديد وكل موقف يحدث معنا لكى نشعر بعدم الغربه والبعد عن كل من نحب ، وكذلك مع الموظف الجديد إذا كانت تجربته الأولى بالعمل بالشركة أشعرته أنه مهم وأن مديره المباشر وزملائه يسألون عنه وعن أحواله العملية والشخصية من خلال وسائل التواصل المختلفه سواء واتس اب او إيميل او فيسبوك او بالاتصال هاتفيا ، فهذا سوف يشعر الموظف بتجربة ورحلة رائعة وسيشعر انه جزء من فريق متعاون .
من خلال مشاركة أعياد الميلاد والمناسبات السنوية والاحتفال بالتعيينات الجديدة والترقيات وموظف الشهر فهذا سيخلق تجربة وخبرة إيجابية فى عقلية الموظف المنضم حديثا لبيئة العمل بالمؤسسة والشركة . - الحصول على ردود الفعل بانتظام
على أساس منتظم ، يجب أن تحصل على تعليقات من موظفيك حول كل مسألة ممكنة. سواء كان ذلك أسبوعيًا من خلال استبيان رضا الموظفين أو بعد عملية الإعداد أو ما يعرف علميا بال Orienting and Onboarding ، أو الاجتماع ، أو نزهة للموظفين بالشركة ، إلخ.
اسأل الموظفين عما إذا كانت لديهم أفكار وإقتراحات مختلفه أو أفكار حول كيفية زيادة المبيعات وتحسين رضا العملاء وتحسين الأداء وغير ذلك. كبار المديرين ليسوا الوحيدين الذين لديهم أفكار رائعة! من خلال تضمين جميع الموظفين وامتلاك منصة حيث يمكن سماعهم ، سيشعرون أن الإدارة تهتم حقًا بما يجب أن يقولوه وسيشعرون بالرضا في مناصبهم مهما كانت تلك المناصب فى الهيكل الخاص بالشركة والسلم الوظيفى.
فى إحدى المرات قال لى أحد المرشدين والمعلمين لى فى مجال إدارة الموارد البشرية (تذكر أن موظفيك هم من يرتدون أحذية حقيقية على الأرض حتى يتمكنوا من إلقاء الضوء بشكل أفضل على ما يريده عملاؤك ويحتاجونه وغير راضين عنه، فيجب أن تسمع لهم جيدا إذا رغبت فى تحسين وتطوير بيئتك العملية ).
- كن واضحا مع توقعاتك مع الموظفين
إذا كان الموظفون لا يعرفون ما تريد ، فلن يتمكنوا من تقديمه ولن يفيوا بتوقعاتك. تأكد من اتباع هذه الإرشادات:
اعرف ما تريد: إذا لم تتمكن حتى من شرح المتطلبات لنفسك ، فلن تكون قادرًا على توصيلها بشكل فعال لموظفيك.
وجهًا لوجه: تحدث مع موظفيك شخصيًا لمناقشة التوقعات ، سواء كان ذلك في مشروع أو أداء عام. وتأكد من سؤال موظفيك عن آرائهم حول التوقعات التي لديهم.
اكتبها: بعد الاجتماع وجهًا لوجه ، تابع ذلك بتأكيد مكتوب للوجبات الرئيسية وتأكد من موافقة الموظف.
المتابعة: افعل ما وافقت عليه وحقق توقعات موظفك. آخر شيء تريده هو تقديم وعود لا يمكنك الوفاء بها. - الحفاظ على تحفيز الموظفين
بينما تعد حوافز الموظفين ، مثل إحضار حيوانك الأليف إلى العمل أو العمل من المنزل أو الاجازة الجمعة والسبت والأحد ، أمرًا رائعًا في شركتك ، فهناك المزيد الذي يمكنك القيام به.
إنشاء مجتمع: أنشئ صداقة بين الموظفين من خلال نزهة الشركة أو ألعاب بناء الفريق.
إنشاء اتصال مفتوح الباب: احصل على ردود الفعل ، وكن شفافًا ، وتواصل – سيساعد ذلك في الإنتاجية والتحفيز. إذا لم تكن متأكدًا مما يحتاجه موظفوك ليكونوا أكثر إنتاجية أو تحفيزًا ، فاسألهم!
إنشاء هدفا للموظف: امنح موظفيك مزيدًا من التحكم في عملهم ، لذا دعهم يحددون أهدافهم أو مؤشرات الأداء الرئيسية الخاصة بهم ومتى يتم تسليم المواعيد النهائية. ضع خطة معًا وتأكد من تتبع التقدم. عزز أن عملهم يحظى بالتقدير ويفيد الشركة.
قل شكرًا لك: يمكن أن يقطع التعرف على الموظف شوطًا طويلاً. إن قول الشكر هو مجرد طريقة واحدة للتعرف على عمل تم إجراؤه بشكل جيد.
من خلال إستراتيجية شاملة ومخطط لها لتقديم تجربة الموظف على أساس منتظم ، يمكنك بسهولة أن تؤدي إلى زيادة المشاركة والتحفيز والإنتاجية والاحتفاظ والولاء. - خلق النمو والفرص
يريد العاملون اليوم المزيد من النمو الوظيفي والتدريب للوصول إلى ما يطمحون للوصول إليه . والارتفاع البسيط أو الزيادة في الأجور لا يؤدي تلقائيًا إلى مشاركة أفضل أو الخبرات وظيفية ، ولكن الحصول على تدريب عالى الكفاءة سيجعلهم يكتسبون معلومات جديدة مما سيساعدهم على تطوير بيئة العمل والعمل بكفاءة وفعالية وتحقيق نتائج كبيرة.
تأكد من أن موظفيك يعرفون كيف يتفوقون في الشركة وفي أدوارهم الوظيفية الحالية.
الأرقام لا تكذب أيضًا ، فقد وجدت دراسة أجرتها Quantum Workplace أن الموظفين يعتبرون فرص النمو المهني واحدة من أعلى دوافع المشاركة لديهم بالعمل وإستمراريتهم بالشركة. وبالعودة إلى الوراء ، ذكروا أن نقص النمو في التقدم كان ثاني أكبر سبب لترك الشركة.
لذا ، أرسلهم إلى الندوات (حتى الندوات الافتراضية على المواقع الإنترنت من خلال المواقع التعليمية) ، وعقد دورات تدريبية داخلية مع القادة في مجالهم ، وعيّن لهم مرشدًا لتعاون أفضل أيضًا ، وأجلب المتحدثين ، إلخ.
الخلاصة على الخبرات الوظيفية
لا توجد قاعدة أو أسلوب يتناسب مع جميع الثقافات أو البيئات ولكن أحببت أن أشرح لك بعض الأدوات والتقنيات والإستراتيجيات التى إذا أمكنك إتباعها وفقا لبيئتك العملية والشركة التى تعمل بها وثقافتها يمكنك من خلالهم أن تحقق رحلة وخبرة وتجربة وظيفية إيجابية للموظفين العاملين بالشركة.
الخلاصة ، تتطور اتجاهات مكان العمل باستمرار. ابقَ على اطلاع دائم بما هو شائع ولكن لا تنفذ أي شيء حتى تنتهي من البحث الصحيح. بالإضافة إلى ذلك ، يجب عليك التأكد من أن هذه البروتوكولات أو المبادرات الجديدة تعزز ثقافة الشركة ، وإلا فإنك ستعيق تجربة الموظف قبل أن يكون لها أرجل.
تعريف قصير بكاتب المقال :
عبدالرحمن عثمان
مدير قسم إدارة الموارد البشرية بإحدى الشركات الكبرى فى مجال الحلوانى بمدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية .
حاصل على دبلومة فى إدارة الموارد البشرية والعديد من الدورات الخاصة بمجال الإدارة والتدريب .
مؤلف ثلاث كتب ( بقرة باللون البنفسجى – أرجوك لا تحترق وظيفيا – احتفظ بمقعد فى الحافلة ) .